منتديات السفينة


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات السفينة
منتديات السفينة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

توبة شاب خرافي

اذهب الى الأسفل

توبة شاب خرافي Empty توبة شاب خرافي

مُساهمة من طرف السفينة الخميس يوليو 24, 2008 9:54 am

توبة شاب خرافي
الخرافيون هم الذين بنوا دينهم على الخرافة من تعظيم القبور وعبادتها ، والتعلق بالأموات ودعائهم من دون الله ، واعتقاد نفعهم وضرّهم ، والله عزّ وجلّ يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم : (( قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً )) ( الجن : 21) بل قال له : (( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )) ( الأعراف : 188) .
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق لا يملك في حياته لأحد ضرّاً ولا رشداً ؛ فكيف بغيره من سائر الخلق ؟! ، وفي قصّة هذا الشاب تتجلّى صور الخرافة التي نشأ عليه أولئك القوم ، وشابت عليها مفارقهم ، يقول هذا الشاب :
أنا شابّ أبلغ من العمر ثماني عشر عاماً ، نشأت في عائلة ذات دين ، لكنّه دين التقليد والخرافة ، أحببت منذ الصغر قراءة القرآن وحفظه ، والسير على ما سار عليه الآباء والأجداد ، فلقد كانوا – هداهم الله – علي شيء بعيد عن الإسلام من عبادة الأوثان – أعني الأولياء المزعومين – والتبرّك بالقبور وأهلها وأحفادهم ، حتّى إنّنا لنعظّمهم أكثر من أيّ شيء ، وخوفنا منهم أكثر من خوفنا من ربنا ، وقسمنا بهم أكثر من قسمنا بربّنا ، فقد علّمنا آباؤنا أنّنا إذا مررنا بأحفاد هؤلاء ولم نقبّل أيديهم أو نسلّم عليهم فكأنّنا قد حرمنا القرب من الله ، أمّا زيارة قبور الأولياء () . والبكاء عليها فأمر لا بدّ منه ، فإذا كان يوم زيارة قبر ذلك الوليّ لبسنا له أحسن الثياب وتطيبنا ، وتنظّفنا ، وذهبنا نبكي عند ذلك القبر بكاء لا نبكيه عند سماع آيات القرآن العظيم، فكنّا نعظّم ذلك الوليّ أكثر من آبائنا و مشايخنا ، بل إنّ علماءنا – علماء السوء – كانوا يشجّعوننا على القيام بمثل هذه الأعمال ، لاعتقادهم بأنّ هؤلاء الأولياء هم سبب توفيقنا للطاعة ، وثباتنا عند السؤال في القبر ، ودفع البلاء عنّا وكلّ مفسدة ، وجلب كلّ مصلحة (!) ، فكنّا نتكلّم بسبّ الإله ولا نبالي لأنّ الله سيغفر لنا ، لكن لا نجرؤ أن نتكلّم عن أوليائنا (!) بما هو فيهم ، حتّى إنّ الشيطان زيّن لي ذلك ، وأصبحت من كثرة تعظيمي لهؤلاء الأولياء أرى نفسي بأنّني قد وصلت إلى مرتبة الولاية ، بل إنّني حدّثت نفسي يوماً من الأيّام : من أنا ؟ فكان الشيطان – لعنه الله – يجيبني بأنّي أحد الأنبياء المقرّبين، فكنت حين أسمع صفات النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرة الزكيّة أتمثلها في نفسي ، وكانت تحدث لي إلهامات شيطانيّة ، فحين سمعت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى شيئاً في المنام ، إلا جاء مثل فلق الصبح ، كنت أحدّث نفسي بذلك، وأرى أشياء في المنام، فتأتي علي ما رأيته في النهار ، وكلّ ذلك من كيد الشيطان ووحيه وتضليله ، ولم يكتفِ إبليس اللعين بذلك ، بل كان يوحي إليّ بأنّ على وجهي نوراً مثل نور الشمس ، وإذا توضأت للصلاة فسيذهب هذا النور ، والأحسن ألّا أتوضأ حتّى يراني الناس بذلك النور العظيم (!) ، وكنت – غفر الله لي – أسيّر بعض أصحابي على سيرتي من التبّرك بالأولياء وتعظيمهم ، فكنت أقول لهم : إنّي رأيتهم في المنام قد تحصّلوا على ورقة السعادة ببركة ذلك الولي الذي زرناه ، وكنت أعارض كلّ من يطعن في الأولياء أو يقول فيهم شيئاً يؤذيهم ، حتّى إنّني مرّة تخاصمت مع بعض الإخوة لمّا نفى لي التبرّك بالأولياء ، فكان يقابلني بالحجج والبراهين من الكتاب والسنّة ، فأقابله ببعض القصص الخرافية المختلقة عن الأولياء ... ومتى كانت العقيدة تؤخذ من قصص العجائز والدراويش ؟
ولم يكتفِ الشيطان منّي بهذا ، بل لقد قالت لي يوماً من الأيّام امرأة دجّالة كاهنة بوحي من الشيطان ، بأنّني قد بلغت درجة الأولياء بسبب تعظيمي لهم ، وقالت لي أشياء تتنافى مع الشرع والواقع ، وقالت لي بأنّني منذ ولدت أخذني عباد الله الصالحون (!) .. فكان ذلك ممّا زادني حبّاً لهم واشتياقاً إليهم ، وكنت أجعل هذه المرأة الكاهنة هي الأخرى من أولياء الله الصالحين ، فكنت لا أصلي إلا معها ، وآكل كلّ طعام تبعث به من أجل البركة (!) .. كلّ هذا وأنا في مستنقع التقليد ، وأهلي يشجّعونني على ذلك ، حتّى أصبحت أضع الخبز على قبور الأولياء طلباً للأجر ، وأبدأ بالصدقة من قبورهم حتّى تقبل منّي (!) .
وبعد كلّ هذا الضلال والطغيان ، وتقليد الآباء والأجداد ؛ كنت في يوم من الأيّام خارجاً من المسجد ، وكانت دار أحد أصدقائي المخلصين على الطريق ، كانوا يجتمعون فيها لذكر الله عزّ وجلّ ، والتعرّف على حقيقة هذا الدين بعيداً عن التقليد المذموم ، فدعاني إلى الدخول في الدار لمشاركتهم في الذكر والدرس والمناقشة ، فرميتهم – غفر الله لي – بأمور ليست فيهم قبل أن أجلس معهم وأستمع إليهم ، حتّى ألحّ عليّ هذا الأخ بالحضور ، وحين جلست معهم ، واستمعت إلى صفاء نور كلامهم ، قذف الله في قلبي الإيمان الصحيح ، وعرفت أنّ ما كنت عليه من قبل ما هو إلا جهل الأوّلين وضلالاتهم ، فأعلنت إسلامي من جديد ، وصحّحت عقيدتي ، وفتحت عيني على حقيقة هذا الدين ، فخرجت بذلك من مستنقع التقليد الآسن إلى واقع الإسلام الطاهر ، وقد دلّني هؤلاء الإخوة على مكاتب ترسل الكتب النافعة ، فراسلتها ، وصحّحت عقيدتي من الشرك ، ولم يكتفوا بهذا بل كانوا يعطونني كتباً لتقوية إيماني ، وتثبيتي على الحقّ ، فجزاهم الله خيراً .
إمّا إخواني الذين كنت أرميهم بالأوهام الشيطانيّة ، فقد عدت إليهم ، واعتذرت منهم طالباً العفو ، ففرحوا بذلك .. وكلّ هذا قد حدث بفضل الله ورحمته وأنا ابن ستّة عشر عاماً ، وأصبح بعض المشكّكين في العقيدة يقولون لي : لقد كنت على هدى وأصبحت الآن على ضلالة .. فلم أبال بكلامهم هذا ، بل استعنت بالله تعالى ، وصححّت خطئي ، وجهلي وأصبحت ، ولله الحمد – أنا وهؤلاء الإخوة الموحّدون ممّن يُشار إليهم بالبنان ، وعرفت الأحاديث النبوية الشريفة وحفظت ما تيسّر منها ، كما عرفت الحلال من الحرام ، والخطأ من الصواب ، وأنا الآن أطلب من الله المغفرة ، فهل يغفر الله لي ؟؟ .. أرجو ذلك .

***


توبة شاب خرافي Alayawagt1
السفينة
السفينة
مشرف عام لي منتديات السفينة
مشرف عام لي منتديات السفينة

عدد الرسائل : 732
العمر : 39
الجزائر : الجزائر
نقاط : 15
تاريخ التسجيل : 22/07/2008

https://safina.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى